• الجمعة 18 أكتوبر 2024 - 08:18 صباحاً

في سياق مستجدات التأليف العام الذي شهدته أدبيات أعلام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تحاول هذه الورقة تناول جانب تطبيقي يتناول نموذجا باديسيا مختلفا عما ألفه التأليف العربي في بابه سواء من حيث البنية الشكلية أم المضامين، ولقد يكاد إجماع النقاد والدارسين ينعقد علـى الاختلاف اللافت الذي عرفته حركة الكتابة والتأليف في مختلف أنواعها ومواضيعها لهذا العهد، فلقد كان الشيخ مبارك الميلي في تأليفه لرسالة الشرك ومظاهرة متميزا، سواء من حيث المضمون الذي ساق فيه العقائد الإسلامية من وجهة نظر المدرسة السلفية، التي كان علماء الجمعية لا يتحرجون في نسبة أنفسهم إليها، ونقدهم للوضع العقدي السائد في صرامة وشدة؛ أم من حيث الشكل الذي صيغت فيه المدونة، حين احتكمت إلى عناصر مضبوطة واضحة، وفقرات محددة الطول، مشفوعة بأدلتها، ومستقوية بالوقائع والأحداث، وعلى نفس المنوال صاغ كتابه تاريخ الجزائر في القديم والحديث وعلى ذلك النسق خرجت الكتابات الغزيرة لأحمد توفيق المدني في التعريف بتاريخ الجزائر وجغرافيتها.